السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . بالبدايه أسأل الله العلي العظيم أن يجزي القائمين على هذا الموقع خير الجزاء.
قبل كل شيء أنا فتاه أبلغ من العمر 24 , وحيدة أهلي , وأكبر اخوتي الذكور.
لطالما حاولت أن أكون قدوه صالحه لهم حتى لو لم أكن كذلك , كوني أرى أنني المسؤوله عنهم , ولكن بسنه من السنوات تزوج والدي الشخص الوحيد الذي أحب وسبب لي صدمة نفسيه شديده
بعدها تركت الدنيا بما فيها واستسلمت للحزن والعزله إلى أن تعرفت بشاب من نفس بلدي ومنطقتي.
كان شاب راقي الفكر والخلق والدين وتقبل جميع شروطي بعدم ارسال صور بيننا البين ورفضت المقابلات ورفضت الكلام البذيء لأني ولله الحمد عقلانيه ولا أرضى بأن أحط من شأني
وهو بدوره قبل بذلك كونه يحترمني ويحبني , وظللت معه سنوات على تواصل كتابي وصوتي فقط.
ومنذ فتره طويله بدأ يلح علي بالزواج وعرفني بخالته وأبناءها وبهويته الكامله كي أطمئن وأصبح يلح أكثر وأكثر هذه الفتره لأنه لا يريد علاقتنا بالخفاء للأبد وأنه يريد الارتباط بي على سنة الله وسنة رسوله
ومازال التواصل مستمر إلى هذا اليوم , ومشكلتي هي أنه بالعام الماضي تركت جهازي المحمول مفتوح , واستئذنني أخي لاستخدامه وقبلت ونسيت أن أحذف حواري مع من أحب , فقرأ أخي وعمره 17 سنه الحوار كله وكتم بنفسه هذه المدة الطويله
ولكن لاحظت بعدها أنه بدأ يحرص علي فلا أذهب لمكان إلا وهو معي أو أخي الآخر ويلاحقني بنظرات الشك والريبه!! ! مع أني لم أخطأ ولله الحمد ولكني لم أرضى بهذه التصرفات كوني الأكبر بسنوات عديده بينهم , أن أراقب وأتبع بكل مكان وكأنني الصغيره
حاولت أن أفهم ماغيره بعد حسن العلاقه ولم يجب بل كان يعاملني بشكل طبيعي دون أن يذكر عن الموضوع شيء , ولكن منذ شهور ذكر لي الأمر وبدأ يستهزئ وأنا متعجبه كيف عرف! ! ! فتذكرت كم مره تركت له الجهاز ليستخدمه
مشكلتي الآن هي أني كنت قدوه صالحه لهم , وكنت أمثل الخلق والنبل والرقي , وفقدتها أمامه , أحسست أنني لا أساوي شيئا ً, والمشكله الأعظم أني متأكده أن أخي قد أخذه الخيال بعيدا ً, واعتقد سوء النيه بي
مع أني ويشهد الله لم أفعل مايسيء لانسانيتي شيئا ً, كل مافي الأمر ارتياح نفسي لشخص من نفس بلدي ومنطقتي وديني وبالاخير عملنا بالصحيح وسنرتبط , فكيف انسي اخي ماشاهد؟ كيف أكسب ثقته؟
كيف أجعله يحترمني كالسابق؟ كيف أفهمه أن ماتخيله ليس صحيح وأن كل مافي الأمر معظمه تواصل كتابي وقليل من الوقت تواصل صوتي؟ أرجو حل مشكلتي! ! ! وجزاكم الله خيرا ً. .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي والشكر موصول لكِ على ثقتك في موقع المستشار ونسأل الله أن نقدم ما فيه الخير والرشاد، اللهم انشر لنا من رحمتك وهيئ لنا من أمرنا مرفقا. .
قبل أن أجيب أود أن أخبركِ بأمر:
• هل تعلمين ماهي النقطة العمياء في شبكية العين؟
إنها نقطة موجودة في عين كل أحد، وهي لا تتأثر بالضوء وهي بقعة صغيرة جدا، والغريب أن أي شيء لا تراه البقعة العمياء لإحدى العينين تراه العين الأخرى.
وسبب اختفاء الصورة في نقطة معينة هو أن الصورة قد وقعت على البقعة العمياء، وكذلك في مرآة السيارة توجد نقطة عمياء وهذه النقطة سبب الكثير من الحوادث. .
• نحن في حياتنا الإجتماعية توجد لدينا نقاط عمياء أيضا، لا نبصرها نحن ولكن يبصرها غيرنا، لذا على الإنسان أن يجعل لنفسه محطات، ومحكات، ويسأل ويستشير غيره، ويقبل النصيحة، ويطلبها.
وربما ساق الله لنا بعض الأقدار المؤلمة حتى نتنبه لهذه النقاط العمياء، أو الأمور التي نغفل عن النظر لها بالشكل الصحيح، لينقذنا من مصائب أعظم.. .
أختي الغالية إننا الآن أمام مشكلتين:
1_إعادة مكانتك كقدوة صالحة في نظر أخيك الذي كان يراكِ شخصا رائعا.
2_العلاقة العاطفية التي تربطك بهذا الشابّ.
إن اشتراطك عدم تبادل الصور أو الكلام الغير لائق_رغم أنها نقطة ايجابية_ و حتى كون هذا الشاب راقي الأخلاق، لايعطي لعلاقتكما صفة الشرعية، لأنها (علاقة عاطفية) والتواصل قائم على (الحب والانجذاب) ، فليس لهذه العلاقة أي مبرر. .
بدليل أنكِ لا تستطيعين الإفصاح عن هذه العلاقة وهذا التواصل لأهلكِ، وبدليل أن اطلاع أخيكِ على محادثاتك سبب خللا كبيرا في الصورة التي كان يرسمها عنكِ.
(الإثم ماحاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس) هل تتصورين أنّ الله راضٍ عن هذه العلاقة؟
ألا تتفقين معي أنّ الشيطان لاييأس بسهولة بل يمهد لسنوات طويلة لزلّة خطيرة!
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
إن هذا الطريق يشبه تماما النهر الذي يعقبه الشلال، إذ أنّ صاحب القارب يتصور أنه في مأمن، وأن الوضع مستقر وآمن جدا بينما الخطر قريب جدا، وللأسف فإن المنزلق يأتي فجأة والسقوط يصعب بعده النجاة، إلا ما رحم ربي. .
وهذا عين الفتنة، فالإنسان المفتون يختلط عليه الأمر ويتصور الخطأ صوابا!
فماذا لو وجدتِ أخيكِ ينخرط في علاقة عاطفية مشابهة تماما اقتداء بكِ؟ هل توافقين على ذلك؟
لو كُتب لكِ أن تقبض روحك وأنتِ تتواصلين مع هذا الشاب، هل سيكون ذلك في صالحكِ أم لا؟
هل ستكون كلماتكما معا في موازين حسناتكما أم سيئاتكما؟
• قفي وقفة صادقة مع نفسكِ أخيتي وتذكري قوله تعالى في عرشه:
{بَلْ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}
إنّ الخطوة الأولى لإنقاذ الصورة الرائعة المفقودة هي بمواجهتكِ لنفسك، ونفض الغشاوة عن عينيك، وإعادة التبصر في أمرِكِ، اقطعي علاقتك بالشاب وإن كان صادقا في أمر الزواج سيبحث هو عنكِ ويأتي البيت من بابه!
وإن لم يأتِ فلا تتأسفي لأن من ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه (صعب لكن غير مستحيل).
الخطوة الثانية:
1_الجلوس مع أخيكِ ومصارحته بحقيقة ما حدث، وأنكِ قطعتِ تلك العلاقة لاكتشافكِ أنها غير صحيحة.
2_إقناعه بأن الإنسان يخطيء وأن آدم أخطأ، والله جلّ جلاله فتح باب التوبة لعلمه سبحانه وتعالى بضعفنا البشري وغفلتنا.
3_ اصدقي في توبتك لله، واسأليه أن يبصرك وأن يجنبك مواضع الفتن، التوبة كالمطر الصافي المنهمر الذي يسقط على الأرض الجافّة المتشققة، فتهتزّ وتبتهج أرض القلب وتخضرّ الحياة من حوله. .
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
فهذه الآية تبين لنا أنهم إذا كانوا في نعمة ورخاء وخير ثم غيروا بالمعاصي فغُيّر عليهم. كذلك إذا كانوا في سوء ومعاص، أو كفر وضلال ثم تابوا وندموا واستقاموا على طاعة الله غيَّر الله حالهم من الحالة السيئة إلى الحالة الحسنة، غير تفرقهم إلى اجتماع ووئام، وغير شدتهم إلى نعمة وعافية ورخاء، وغير حالهم من جدب وقحط وقلة مياه ونحو ذلك إلى إنزال الغيث ونبات الأرض وغير ذلك من أنواع الخير.
4_الجئي إلى الله بالدعاء بأن يعيد أخيكِ إليكِ، واسألي الله أن يهيئ لكِ من أمركِ رشدا ومرفقا، فإن كان الخير لكِ في زواجك من هذا الشاب أن يكتبه لكِ، وإن كان الشر في ذلك أن يصرفه عنكِ ويبدلكِ خيرا منه. وأن يرضيكِ.
5_أوصيك بلزوم دعائين: (اللهم أحسِن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا خزي الدنيا والآخرة)
و (أفوّض أمري إلى الله) .
6_امتلكي الشجاعة الكافية للتخلص من هذه العلاقة، فإما الزواج أو الفراق. . أما الوعود والأعذر فإنها (دليل) عدم الجدية.
أرجوا متابعة هذا المقال الذي يبيّن الكثير من الحقائق واللفتات الهامة:
علاقة الحب بين الشاب والفتاة. وأتمنى منكِ التجوّل هنا:
فخ العلاقات العاطفية.
إنّ نفوسنا تحتاج لأن نقسو عليها بين الفترة والأخرى حتى لا يعميها الهوى، عذرا وشكرا مجددا على ثقتك وبانتظار ردّك قريبا، وأتمنى من الله أن يعيد الصورة الرائعة. . بل وأجمل، فإن الله هو من بيده القلوب يقلبها كيف يشاء.
وفقكِ الله، وإن فريق المستشار يسعد بتواصلكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على المصطفى الأمين والحمد لله رب العالمين.
الكاتب: أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي
المصدر: موقع المستشار